السعودة : ( فسّر الماء بعد الجهد بالماء) ؟!

هل سمعتم بأن وافداً فُصّل من عمله تعسفيًا !؟ (بطبيعة الحال هذا ما لا نتمناه).. هذا السؤال لو وجهته لأحدهم ربما لأُصيب بالدهشة والذهول بوصفه سؤالأً لم يتبادر للذهن بل هو من الأمور غير المعهودة ! بينما تضج وسائل الإعلام والتواصل ومكاتب العمل بعشرات السعوديين المُتظلمين من الفصل التعسفي أو أساليب التطفيش بألوانها لجهة بعض القطاعات الخاصة ... وإن حصل و"اُستغني" عن خدمات الوافد وهذا نادر (استغناء وليس فصلاً تعسفياً فثمة فرق !) نقول وإن حصل ذلك يأخذ الوافد حقوقه ومُستحقاته وافية كاملة وقد تُقام على شرفه حفلة تكريم نظير جهوده المميزة وخدماته الجليلة! الإجابة سوف تُعيدنا لذات الإشكالية (المُزمنة) وهي أن أغلب المديرين إن لم نقل جُلهم وافدين فماذا تتوقع يا ذكي؟! وإذا حاولت أن تبدو أكثر حصافةً وذكاءً وسألت سؤال "استهجاني" وجيه ومشروع : لماذا لا يكون المدير سعودي .. وإلى متى يظل مرؤوساً (مُزمناً) للوافد وخصوصاً إذا علمنا أن أغلبهم أضحوا على درجة من التأهيل والخبرة وربما المهارة والتميز في القيادة وتسيير دفة العمل !؟ تُباغتك على الفور الإجابة المكرورة وهي لسان حال بعض أرباب العمل : بأن السعودي ما يشتغل ولا يلتزم بالعمل وكسول وبالتالي فلا يُعول عليه كمدير .... و....و.... ألخ (الكليشة التمويهية) الجاهزة والتى لم تزل "نشطة " سارية المفعول يأكل منها الزمن ويشرب ! وإذا بنا نعود مُجدداً للمربع الأول أو إن شئت للحلقة المُفرغة وحتى لا نطيل أكثر بتساؤلات جدلية لا جدوى منها نخلص بأن (السعودة) والحالة هذه : عوداً على بدء !...أو إن صح التعبير وباختصار شديد أشبه بالذي (فسّر الماء بعد الجهد بالماء).